الخميس، 18 مارس 2010

القصة ومافيــها


إن الشبان الثــلاثة من أصحــاب السَّــوابق في اللُّصوصيـــة


وسرقة أسلاك النُّحاس من كوابل الكهرباء.. ومضخات المياه

 من مزارع الفلاحين...رغم أنهم في فتوة العمر،ووفرة من الصِّحة

تؤهلهم لإيجاد سبيل ما لعمل شريف ومنتج،ولكنهم اختاروا هذا الطَّريق.


ليلة الحادثة لم يكونوا في مكان الحادث لغرض سرقة كوابل


النُّحاس كالمعتاد،بل لسرقة "لص أخر" هارب من العدالة

في قضية مسروقات ثمينة و قضية قتل.

 أجرهم له صاحبه الذي غدر به بعد أن علِّم يقيناً أنه يمتلك

مايقارب المليون من أوراق البنكنوت الأخضر،وأنه على أهبة

 الاستعداد للهروب خارج البلاد عن طريق الطرق البرية ،

يمرق كما تمرق أسلاك النحاس والبنزين والسيارات المسروقة.

اقتحموا المزرعة في منتصف الليل،حيث حطوا على سقف الحجرة الوحيدة

التي يختبئ فيها اللِّص المجرم ،إذ أنه جاء من أقصى الجماهيرية ليختبئ
في أدناها في مزرعة عم له،وكان بحوزتهم "مقرون حمام"فقط، قصدوا
 إلحاق ضرر به،ثم قتله بالهروات والعصي.
ولكن المفأجاة أنه "محترف" ومسلح بالكلاشنكوف،بمجرد أن سمع
أصواتاً أعلى السّقف "ربما ظنهم أمناً سيقبضون عليه" أخرج الكلاش
وقام بإطلاق النّار في كل الاتجاهات ،والصدفة أن الطلقات أصابت
أوّل ماأصابت الأخوة الثلاثة الذين يقفون جنباً إلى جنب فسقط اثنان
منهم على الفور وماتوا،والثالث أصيب في كتفه،فقفز الجدار،وقام
حارس المزرعة"السوداني" بمساعدته على الفرار.وفرّ بقية أفراد
العصابة.
قام المجرم المحترف بوضع الجثث في سيارته وإلقاءها في
 الطريق العام،حيث عثر عليها أهالي المنطقة في صبيحة اليوم
التالي.
الشاب الثالث،بالكاد ليلتها ان وصل الطريق العام وأوقف سيارة
بعد أن أوهم صاحبها أن عمل حادثاً بالسيارة ومات فيه أخوته
 الاثنان،وطلب منه أن يوصله إلى بيته أولاد أعمامه.لاإلى
مشفى أومركز أمن.
عندما وصل إلى بيت أقرباءه،كان في حالة صحية سيئة
فبالكاد أخبرهم أن أخوته أصيبوا في أحد المزارع،وووقع
مغشياً عليه.
أخذوه أبناء عمومته إلى مستشفى في منطقة تبعد حوالي
80 كيلومتر،مع أن هناك مشتشفى لاتتجاوز مسافته "كيلو
متر واحد"بالمنطقة،وذلك رجاءً في أن لاينبش الأمن قضيتهم
فهم على علم أنهم أصيبوا ولابد في "قضية لصوصية"
ولكن المستشفى أرسل بلاغاً إلى  الأمن بمنطقتهم  يبلغونهم
 عن استقبالهم شاب مصاب بطلقات رصاص.
بحث أبناء عمومتهم ليلتها عن الشابين الاثنين في المزارع
الَّتي توقعوا أنهم يمكن أن يذهبوا إليها..ولكنهم لم يعثروا عليهم
لم يخطر ببالهم أنهم ليلتها كانوا"مؤجرين لقتل مجرم هارب"
في مزرعة لاتخطر على بالهم.
ربما مااسترعى انتباهي في القصة وأردت التأكيد عليه هو أنه
لوفرضاً كما تقول عزيزتنا "غيداء" أن من قام بالقتل هم رجال
الأمن القساة القلوب،ماتراهم يتصرفون إزاء لصوص يسرقون
ممتلكات الفلاحين البسطاء،خاصة إذا كانوا مسلحين،فرجال الأمن
أغلى عندنا من اللصوص.
-ولنفترض أن من أطلق عليهم النار أحد ملاك المزارع من الفلاحين
 ماتراه يتصرف إزاء لصوص أقتحموا مزرعته لسرقتها،وقد يعتدون
 عليه أيضاً.
- وأؤكد أن المنطقة التي حدثت فيها الحادثة أغلبها مزارع
  لفلاحين بسطاء متشققي الأيدي،يجنون رزقهم بعرقهم،
 وليسوا عقداء في الجيش أومن ذوي المناصب الحكومية
 كما تظن عزيزتناغيداء إلاماندر.وإن الكوابل الكهربية التي
وفرتها لهم الدولة هم في  أمس الحاجة لها  لمهنة زراعتهم.
- إن قيمة العمل قيمة إنسانية  ودينية عظيمة،تعلي من شأن
الإنسان الذي وهبه الله من الطاقات المختلفة مايمكنه بسبيل
 أوأخر من سد حاجته. وأن الحث على سلك مسلك"شريعة الغاب"
لابد أن يدفع إلى المزيد من التقاعس،وإهدار طاقات الشباب التي
من المفترض أن يستفيد بها الوطن في جميع  مجالات الأعمال
لاالإقتصار على الأعمال إلادارية والجلوسية كما نحب ونهوى
نحن الليبيون.
- إن سياسة الحجب التي يمارسها الدول والأفراد هي سياسة
  تنم عن خوف من "المحجوب" بأن يوجع لها رأسها أو

"يشوش"عليها مجال تغطيتها،فالحل الأسهل أن لاأستمع إليه
 ولاأجعل الأخرين يستمعوا إليه،مادام يخالفني الرأي. لذا فأنه
 عندما وضعنا الشعارات لفك "حجب اليوتوب" كان الأولى
 بنا أن نكون نحن "ديمقراطيين" لدينا رحابة لنستمع للرأي
 المخالف ،ونقلبه على كل وجه..نقبله أونرفضه.المهم ان
 لانكممه ونحجبه.              (والســـلام)






هناك تعليق واحد:

  1. سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله

    اى مصير هذا واى حدف لقوه !!!

    الاشكالية لماذا وعلاش وليش شباب فى عمر الزهور يضيعو بهذا الشكل

    هل هو الثراء السريع ام طريق لم يتمكنو من الرجوع عنه او او او

    اسباب كثيرة ودوافع اكثر والمجتمع فى مراحل تغير


    مش عارفة لو قلت ان المجتمع كله مسؤول هل يوافقنى الغير ام لا
    فى وقتنا هذا من الصعب تلقى شخص راشد يقول لفاعل الخطاء انت مخطئ وهذا غلط


    كل مشاكل المجتمع تبدا من الاسرة ربي يحفظ ابنائنا وبناتنا

    ردحذف